الأربعاء، 10 أغسطس 2016

السنوات العجاف


أثار إعلان وزارة الموارد المائية والري حالة الطوارئ القصوى لاستقبال فيضان النيل المتوقع وصوله مصر خلال أسبوعين، حالة من القلق لدى عدد من خبراء المياه مبدين تخوفهم من دخول مصر مرحلة السنين العجاف، فيما قالت الرى إنها تسعى للاستفادة من الفضيان كاحتياطى إستراتيجى فى بحيرة ناصر لمواجهة نقص المياه المتوقع بعد انتهاء إنشاءات سد النهضة الإثيوبى وبدء عمليات التخزين التى تستمر لسنوات.

 من جانبه قال خبير المياه والسدود، ضياء القوصى إن تخزين مياه الفيضان أمر ضرورى بعيد عن سد النهضة وذلك لتجنب المخاطر التى قد تترتب عليه مشيرًا إلى أن مياه الفيضان ليست هى الحل لمواجهة مخاطر سد النهضة الذى وصفه بالمصيبة على الاقتصاد والمياه المصرية. وأضاف "القوصى" فى تصريحات خاصة لـ"المصريون" أن سد النهضة سيؤثر على حصة مصر من المياه وعلى توليد الطاقة الكهربية من السد العالى وعلى البيئة المائية فى شمال الدلتا بالإضافة أنه سيتسبب فى تجريف مساحات كبيرة من الأراضى الزراعية بما يعنى ضرر ملايين المزارعين والفلاحين جراء ذلك قائلاً: "مصر مقبلة على سنوات عجاف". 

 وطالب الرئيس عبد الفتاح السيسى بالتدخل السياسى الحاسم مع الجانب الإثيوبى لحل الأزمة مشيرًا إلى أنه من المقرر أن يبدأ تخزين سد النهضة للمياه كمرحلة أولى العام المقبل بنحو 30 مليار متر مكعب لتفقد مصر أمام كل خمسة مليارات متر مكعب من المياه مليون فدان مستنكرا الحديث حول إيجاد حلول لتجنب بناء السد وتقليل حصة مصر من المياه.

  ومن جانبه، أشار الدكتور محمود أبو زيد، وزير الرى والموارد المائية الأسبق إلى الأثر الإيجابى للفيضان على مخزون المياه لدى مصر خاصة بعد سنوات الفيضان المنخفضة التى شهدها النيل بالإضافة إلى انخفاض المنسوب فى بحيرة ناصر، مؤكدًا أن الأمطار سيكون لها تأثير إيجابى فى زيادة المخزون ببحيرة السد العالي وأضاف "أبو زيد" أنه إذا استمر حجز المياه فى سد النهضة ستتأثر الكهرباء المولدة من السد العالى بنسبة تزيد على 40% وهو ما يشكل خطرًا على الأمن القومى للبلاد خلال السنوات المقبلة منوهًا إلى أن سد النهضة له تداعيات إقليمية أخرى تتمثل فى تشجيع بقية دول حوض النيل على تنفيذ مشاريع السدود.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق